حوار صحفي؛ البعثة الأزهرية في السنغال تحمل رسالتين: – رسالة الأزهر الشريف الدينية والدعوية والتاريخية، ورسالة ديبلوماسية لجمهورية مصر العربية -.

0
779

مع حضرة الدكتور محمد حسني عمران عبد الله؛ رئيس البعثة الأزهرية بدولة السنغال، واعظ عام بمجمع البحوث الإسلامية حاصل على الدكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف يرحب به موقع “دكارنيوز” في هذا الحوار الصحفي.

حضرتكم بعد التحية العطرة، ماهي مهمة هيئة البعثة الأزهرية على مستوى العالم ؟

إن مجمع البحوث الإسلامية له عدة إدارات من بينها الإدارة العامة للبعوث الإسلامية – وهي إحدى إدارات مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، حيث: يقوم الأزهر الشريف بإيفاد بعض علمائه للتدريس ونشر الثقافة الإسلامية والعربية بدول العالم الإسلامية ، وشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة، وتعليم أبنائنا المسلمين في الخارج مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وفرائضه وقيمه وسماحته، وذلك سواء على نفقة الأزهرالشريف أو على نفقة الدول الموفد إليها. وقد بلغت عدد الدول التي يوجد للأزهر علماء موفدون إليها سبعة وثمانين دولة.

•هل للبعثة مكتب أو مقر رسمي في السنغال؟

يعتبر مقر السفارة المصرية المسئول الأول عن شؤون البعثة الأزهرية وما يتعلق بالتنسيقات الخاصة بـمباشرات العمل في مؤسسات التعليم وحضور الفعاليات الدينية والثقافية معالي السفير/ خالد عارف سفير جمهورية مصر العربية لدولة السنغال ومعالي السفير عامر مزروع .
أما البعثة ليس لها مقر رسمي وإنما تنتشر في جميع أقاليم السنغال (دكار-امبورو-تييس- تيواون- انياسان- انغاي ميخي-طوبى- لوغا- كولخ) .

•حدثنا عن علاقة الأزهر بالمؤسسات التعليمية بالسنغال، وكم عدد أعضاء البعثة حاليا في السنغال؟

إن الأزهر الشريف يغذي المؤسسات التعليمية في السنغال بالكوادر العلمية المتميزة لسد حاجة المجتمع السنغالي في مختلف التخصصات وعلى رأسها العلوم الشرعية والعربية والثقافية.
والموجود حاليًا (65) مبعوثًا على مستوى السنغال.

•هل للبعثة إنجازات في السنغال؟

البعثة الأزهرية تنتشر في أكثر من 25 مؤسسة تعليمية من أكبر المؤسسات الموجودة بدولة السنغال.
وتعمل على المشاركة في تدريس المواد الشرعية (عقيدة- فقه- حديث- تفسير- القرآن وعلومه) والعربية (النحو والصرف- البلاغة- الأدب والنصوص) والثقافية (العلوم -الرياضيات- الجغرافيا- اللغة الفرنسية) ،
كما تشارك في الندوات العامة والمؤتمرات الكبرى،مع عقد مواسم ثقافية ودورات تدريبية في بعض المعاهد التي تتعاون في الاستفادة بشكل أكبر من جهود علماء الأزهر الشريف-حفظهم الله ورعاهم -.
كما ندرس الآن التعاون المشترك مع الدكتور محمد يوري سل الأستاذ بجامعة غاستون بيرجيه بسين لويس ومؤسس (مجموعة خريجي جامعات ومعاهد مصر بالسنغال) وقد أهدتني المجموعة من منشوراتها منها باللغة الفرنسية والإنجليزية، ومن أهمها (مقدرات خريجي الأزهر تحليل البيانات والمواقف السنغالية) ورصد فيها خريجي الأزهر من الستينات حتى 2020م، وذلك بالأسماء والكليات والأقسام.
وقد تحدث معي الدكتور يوري سل قائلا : شاهدنا ظاهرة العنف في الذين درسوا المناهج الرسمية بعيدا عن الكتاتيب والتربية الإسلامية، أما نحن فقد درسنا في متن الأخضري في الفقه المالكي (أول ما يجب على المكلف) الواجبات أولا…إلخ.
وهذا له دوره المجتمعي والتربوي.


وذلك يمثل البرهنة العملية والواقعية على أن وصف الأزهر بالمنهج الوسطي ليس ادعاء، وإنما الواقع يؤيد ذلك ويدعمه.
وأن مؤسسة الأزهر الشريف أخذت على عاتقها نشر منهج الإسلام الوسطي وتعاليمه السمحة على مدار أكثر من ألف عام، وذلك إطار الرسالة العالمية للأزهر والمسئولية الكبرى التي يضطلع بها لنشر صحيح الدين ومعالجة ظاهرة التطرف وآفة الإرهاب الذي ضرب جُلّ دول العالم . وقد سخَّرت المؤسسة في سبيل ذلك كافَّة إمكاناتها المتاحة لتجوب رسالتها السامية أرجاء العالم شرقًا وغربًا.

كما نتعاون مع الدكتور عبد الله باه الأستاذ بجامعة الشيخ أنت جوب والأستاذ عبدالعزيز كمارا من الأعضاء المشاركين في المجموعة.
وتم الاتفاق على فتح سبل التعاون المشترك بين أبناء الأزهر بالسنغال والبعثة الأزهرية وذلك من خلال اللقاءات العامة والندوات التثقيفية الخاصة بالتربية والثقافة الإسلامية واللغة العربية ونشر قيم الإسلام (الوسطية ونبذ العنف ومواجهة التطرف).
وهذه المجموعة لها أهمية بالغة حيث شوهِدَ أن خريجي مصر عندهم المنهج الوسطي الذي لا يتبنى العنف بخلاف الذين تربوا على المنهج الغربي الذي يغرس فيهم المطالبة (بالحقوق والحريات) دون الواجبات، ونحن تربينا على أداء الواجبات أولا.

•كيف تصف رسالة الأزهر الشريف؟

نحن جئنا نحمل رسالتين: رسالة الأزهر الشريف الدينية والدعوية والتاريخية، ورسالة الدولة المصرية التي كان لها -ولازال- دورها الريادي والحضاري على المستوى الإقليمي والدولي فهي تمد يدها راغبة في مد يد العون للشعوب الإسلامية والعربية، وفتح آفاق للتعاون المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسنغال.
ومن حسن الطالع أن الرئيس ماكي سال أشاد بالدعم المصري لبلاده في مختلف جوانب العمل القاري خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي، وهو ما عكس حرص مصر بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي على إعلاء المصالح المشتركة للدول الأفريقية والبحث عن حلول للقضايا والأزمات التي تواجه القارة.

  • ما هي كلمتكم الأخيرة؟

لنا رجاء عند النخبة المثقفة من أبناء السنغال وكل من يعرف قدر مصر الأزهر أن يستفيد من العلماء الأجلاء الذين جاءوا لأداء رسالتهم، وأن يستفيدوا منهم قدر الطاقة- وهم لا يسألون على ذلك أجرًا- لا أن تسد أمامهم منافذ أداء الرسالة، وأرجو أن ينفتح الشعب السنغالي وأن يفسح الطريق لكل هؤلاء لنشر الثقافة العربية والإسلامية والفكر الوسطي وقيم الإسلام السمحة.

أما كلمتنا الأخيرة فهي عبارة عن شكر وتقدير لكم ولجميع المهتمين بالإعلام الناطق بالعربية في السنغال، كما نقدم فائق التقدير للسنغال حكومة وشعبا على حسن الضيافة، داعين الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا البلد ٱمنا وارزق أهله من النعم والخيرات إنه ولي ذلك والقادر عليه.

LAISSER UN COMMENTAIRE

S'il vous plaît entrez votre commentaire!
S'il vous plaît entrez votre nom ici